مواطنون درجة أولى.. تحت الأنقاض..!!
الكاتب: شريف رمزى المحامى
ما شهدته منطقة الدويقة بشرق القاهرة من انهيارات صخرية فوق منازل السكان الآمنين، وسقوط هذه المنازل فوق رؤوس أصحابها، ثم طريقة تعامل الحكومة مع الكارثة، ذلك كله يكشف لنا بجلاء أن ثمة تصنيف للمواطنين على أساس طبقي تتبعه الحكومة وتتحرك وفقاً له حتى في أوقات الكوارث والأزمات.
أصبح واضحاً للعيان أن سلوك الحكومة يختلف من كارثة لأخرى باختلاف الضحايا، الذين تصنفهم - من وجهة نظرها - ما بين مواطنين درجة أولى ومواطنين درجة ثانية أو ثالثة.. أو..أو.... لكن في كل الأحوال يظهر عجز الحكومة وقلة حيلتها وعدم قدرتها على التصرف أو استغلال ما تنفرد به من إمكانات، حتى لو وقعت الكارثة في عُقر دارها كما هو الحال بالنسبة لحريق مجلس الشورى..!!
وما دامت الحكومة عاجزة عن حماية أهم منشأتها، فكيف لها أن تَزود عن بيوت المواطنين البسطاء وتدفع عنهم البلاء!.. واقع الحال أن فاقد الشيء لا يعطيه، وحكومتنا الرشيدة فاقدة للخبرة وحُسن التصرف.. ولعلها أيضاً فاقدة للوعي..!!
لكن ما ذنب المواطنين البسطاء الذين ضاقت بهم الأرض فسكنوا في حضن الجبل، ولم يجدوا لتوسلاتهم وصراخهم صدى لدى مسئول يراعى ضميره أو يتقى الله فيهم، حتى لقي العشرات منهم حتفهم وتشرد المئات.. وفى النهاية نسمع مسئول هنا أو هناك يلقى باللوم على الضحايا أنفسهم لأنهم سكنوا في هذه المنطقة..!!، ولم نسمع مسئولاً واحداً يجيبنا، لماذا لجأ هؤلاء الضحايا وغيرهم للسكن في مناطق وعرة وغير آمنة، إذا كانت الحكومة تقوم بدورها وتوفر لهم عيش آمن في مساكن تحفظ لهم كرامتهم وآدميتهم، وبمقابل يتناسب مع دخلهم المتواضع كأرباب حرف بسيطة..
هل يصح أن نطالب المواطن المصري الكادح بالصبر والجلد وتحمل صعوبة العيش وضغوط ليس لها أول ولا أخر، ثم نلقى بكامل اللوم عليه حين يتعرض لكارثة من هذا النوع
سلوك شاذ جداً يتبعه المسئولين الحكوميين كنوع من الهروب والتملص من المسئولية.. الأمر فعلا يدعو للعجب
المسئولين المُفترض فيهم أنهم "مسئولين" ويتحملون "المسئولية" عن كل كبيرة وصغيرة في هذا البلد يصرحون مع كل كارثة تحدث بأنهم "ليسوا مسئولين"!!.. والأعجب جداً، أن يصرح مسئول حكومي بأن الانهيارات الصخرية في الدويقة يتحمل مسئوليتها سكان المنطقة..!!
تصريح لا يحتاج إلى تعليق، يكفى فقط أن نُذكر هؤلاء "المسئولين" الحكوميين بقول شعبي مأثور هو أصلح ما يقال في موقف مُشابه.. يا سادة الضرب في الميت حراااااام